إلى الشيخ البيتاوي والأسطل ومعهم الزرد
أثناء التحقيق معي بُلت في ثيابي أثناء صلاتي هل أعيد الصلاة؟!
أثناء التحقيق معي بُلت في ثيابي أثناء صلاتي هل أعيد الصلاة؟!
حضرات العلماء الأفاضل /
برجاء إفتائي بجواز أو عدم جواز صلاتي التي أديتها قبل فترة من الزمن وأنا مختطف في سجون أبناء شعبي في الضفة الغربية
فبعد أسبوع كامل من التحقيق المتواصل والمستمر معي في سجون أبناء جلدتي في الضفة الغربية ذقت خلاله أشكالاً وألواناً لا تعد ولا تحصى من أساليب التعذيب القذرة التي كانت تهدف إلى إذلالي وانتزاع اعترافات الهدف منها تشويه صورة رموز وقادة ينتمون إلى حركتي حماس.
تم ربطي وتثبيتي بكرسي ووضع غطاء على رأسي وأقسم أحد جبابرة التحقيق أن لا أُفك عن هذا الكرسي قبل ثلاثة أيام ، سبق كل هذا أني كنت خلال الأسبوع الأول من التحقيق معي لم أتناول إلا بضع لقيمات ، وأمضيت الفترة صائماً مضى اليوم الأول وأنا مربوط ويديّ مقيدتان للخلف ، والكرسي القصير مثبت بالأرض بالإضافة إلى تثبيت قدمي بذات الكرسي التي تم إبعادها عن الجدار ، كنت أتيمم وأنا مقيد وأصلي بالإيماءات وبعض الحركات التي يسمح لي بها وضعي ، كذلك مضى اليوم الأول ونصف اليوم الثاني حيث بدأت أشعر بألم في بطني وتحديداً في المثانة وكنت بحاجة ماسة للذهاب للحمام ، كنت أنادي ولا أحد يجيب كنت بقاعة كبيرة ولا أحد بجواري وكان فقط صوتي الذي يرتد علي يقنعني أني على قيد الحياة ، في منتصف اليوم الثاني من ربطي بهذه الوضعية وقد مضى على اعتقالي أكثر من أسبوع حضر أحد العساكر أو الضباط وبيده صحن لا أعلم ما به لأني معصوب العينين من خلال كيس كانت تفوح من رائحة القذارة ، وقال لي : " سأرفع نصف الكيس وسأضع الطعام في فمك وعليك أن تأكل بسرعة ومن دون أن تفتح فمك بكلمة واحدة " قلت : أريد أن أذهب للحمام فبطني سينفجر ، قال : " ممنوع اعملها على حالك وماما راح اتشطفلك زي ما كانت تعمل وأنت صغير"
قلت : له لا أريد أن آكل فسكب صحن الطعام فوق رأسي ومن رائحته علمت أن ما بداخل الصحن كان معكرونة وهي لا تبطل الوضوء .
مر الوقت عليّ بطيئاً ولم يكن بإمكاني إلا أن أردد يا لطيف يا لطيف صليت العصر وكان بطني يؤلمني كنت أقدر الوقت تقديراً وكنت أسمع في بعض الأحيان صوت الأذان ، وعندما أذن المغرب تيممت وحركت رأسي لتسقط آخر بقايا المعكرونة عن رأسي وكان بطني يؤلمني بشكل كبير ، قررت فيه بعد أن أنهي صلاتي أن أنهي ألم بطني بأن " أبول على نفسي " أنهيت الركعة الأولى بعد أن قرأت سورة العصر وبعد أن تلوت الصبر ركعت وسجدت وأنا جالس مربوط اليدين ومقيد القدمين ومعصوب العينين وأتيت بالركعة الثانية التي تلوت فيها بعد الفاتحة " تبت يدا أبي لهب وتب " وفي الثالثة لم أكن أطيق ألم بطني ووجع خاصرتي وقبل أن أنهي السلام وبالتحديد ما بين السلام على يميني ويساري حتى بلت على نفسي بالتحديد بين السلامين وسالت من عيني دموع غزيرة لم تكن أقل تدفقاً من البول الذي حشر في جسدي من يومين .
عدت لأتماسك وأشد من أزري بعد أن ذهب وجع وألم بطني ولكن لم أفلح لساعات من إيقاف دمع عيني الذي سال، مرت عليّ بتلك الساعات ذكريات وذكريات وتخيلت صوراً وصوراً وسألت نفسي هل بال بلال ابن رباح على نفسه أثناء وأده حياً في شعب أبي طالب.
في اليوم التالي حضر أبو لهب وقال لي " يا عيبو يا عيبو شخ الفار في جيبو" وبدأ يكررها قررت أن أصمت فقد يكون الصمت أبلغ أو بالأحرى الأسلوب الذي يعرضني لأقل أذى، وكزني بقدمه وقال لي : " مو عيب عليك زلمة كبير وابتعملها على حالك " ، لم أجب قال : " بكرة بتروح تقول لجماعتك إنا منعناك من الصلاة والطعام والذهاب للحمام أيضا " ، لم أجب، قال لي : " أنا حلفت طلاق بالثلاثة من مرتي ما ابتنفك قبل ثلاثة أيام قابلة للتجديد " ، وقتها قلت حسبي الله ونعم الوكيل ، وبدأ بالصراخ على الجنود والضباط .. اسمعوا الحمساوي يشتم الذات الإلهية اسمعوا ابن طهران الشيعي ماذا يقول بسب ربي فنزل العساكر وبدأ الجميع يضرب في بصفتي مرتد أشتم الله ، ولم أستطع أن أقول إلاَّ يا جبار يا جبار وأشهد الله أن أحدهم وهو يضرب بي سب ديني وقال لي : " بتسب ربك يا كافر " لم أعلم أأضحك أم أبكي ، بعد أن ذهبوا تذكرت قول الشهيد سيد قطب الذي قال لمن أتى يلقنه الشهادتين قبل إعدامه وتذكرت ما قال قطب رحمه الله مع فارق التشبيه بيني وبين صاحب الظلال قلت "ونفوسنا مهما سما أعداؤنا تبقى كبار" ، بدأت أرفع من معنوياتي وبدأت أنشد لأبي راتب وتذكرت أنشودته ماض وأعرف ما دربي وما هدفي والكثير من النشيد ، مر اليوم بشكل أسرع من سابقيه وجف البول بشكل سريع بعد أن اختلط مع باقي طعام كنت قد استفرغت وجف على ثيابي بسبب حر سجن أريحا الذي كنت متواجداً فيه ، ومع مساء اليوم الثالث تم فك قيودي وتم وضعي بأرضية حمام تفوح منه رائحة القذارة ، شربت بعض الماء ونمت على الأرض المبللة ولم أستيقظ إلا بعد وقت طويل كنت قد فقدت فيه إحساسي بالوقت والزمان ومواعيد الصلاة .
خلال هذه الفترة ضربت بسلك المسجل الذي ما كاد يهوي على ظهري حتى أصرخ بلا وعي وسكب الماء البارد على جسدي ، وشتم صيام والريان ولم تبقى شاردة ولا واردة إلا وقدح بها عرض الزهار ولا أعلم لماذا كان يشتم الشيخ والشيخ وائل الزرد والأسطل والبيتاوي فقد قالوا لي أنهم هم من يصدرون فتاوي القتل والتعذيب في غزة .
بعد كل ما تعرضت له من أساليب لست بصدد الكتابة عنها الآن خرجت من السجن وبقي سؤال واحد يدور في رأسي ، " هل الصلاة التي بلت فيها قبل إنهائها كانت جائزة أم يتوجب عليّ إعادتها " ، سألت زوجتي فقالت : قد تكون هذه الصلاة أكثر صلاة كُتب لك بها أجر فلا تعدها .!
قلت : لا!! أصبحت تصدرين الفتوى مكان الزرد والبيتاوي والأسطل قالت اسألهم وسيجيبون عليك كما أجبتك أنا .!
فقررت السؤال فكان هذا المقال ولا أعلم ماذا سيكون جوابكم سادتنا يا كرام فأفتونا حفظكم الله .
فبعد أسبوع كامل من التحقيق المتواصل والمستمر معي في سجون أبناء جلدتي في الضفة الغربية ذقت خلاله أشكالاً وألواناً لا تعد ولا تحصى من أساليب التعذيب القذرة التي كانت تهدف إلى إذلالي وانتزاع اعترافات الهدف منها تشويه صورة رموز وقادة ينتمون إلى حركتي حماس.
تم ربطي وتثبيتي بكرسي ووضع غطاء على رأسي وأقسم أحد جبابرة التحقيق أن لا أُفك عن هذا الكرسي قبل ثلاثة أيام ، سبق كل هذا أني كنت خلال الأسبوع الأول من التحقيق معي لم أتناول إلا بضع لقيمات ، وأمضيت الفترة صائماً مضى اليوم الأول وأنا مربوط ويديّ مقيدتان للخلف ، والكرسي القصير مثبت بالأرض بالإضافة إلى تثبيت قدمي بذات الكرسي التي تم إبعادها عن الجدار ، كنت أتيمم وأنا مقيد وأصلي بالإيماءات وبعض الحركات التي يسمح لي بها وضعي ، كذلك مضى اليوم الأول ونصف اليوم الثاني حيث بدأت أشعر بألم في بطني وتحديداً في المثانة وكنت بحاجة ماسة للذهاب للحمام ، كنت أنادي ولا أحد يجيب كنت بقاعة كبيرة ولا أحد بجواري وكان فقط صوتي الذي يرتد علي يقنعني أني على قيد الحياة ، في منتصف اليوم الثاني من ربطي بهذه الوضعية وقد مضى على اعتقالي أكثر من أسبوع حضر أحد العساكر أو الضباط وبيده صحن لا أعلم ما به لأني معصوب العينين من خلال كيس كانت تفوح من رائحة القذارة ، وقال لي : " سأرفع نصف الكيس وسأضع الطعام في فمك وعليك أن تأكل بسرعة ومن دون أن تفتح فمك بكلمة واحدة " قلت : أريد أن أذهب للحمام فبطني سينفجر ، قال : " ممنوع اعملها على حالك وماما راح اتشطفلك زي ما كانت تعمل وأنت صغير"
قلت : له لا أريد أن آكل فسكب صحن الطعام فوق رأسي ومن رائحته علمت أن ما بداخل الصحن كان معكرونة وهي لا تبطل الوضوء .
مر الوقت عليّ بطيئاً ولم يكن بإمكاني إلا أن أردد يا لطيف يا لطيف صليت العصر وكان بطني يؤلمني كنت أقدر الوقت تقديراً وكنت أسمع في بعض الأحيان صوت الأذان ، وعندما أذن المغرب تيممت وحركت رأسي لتسقط آخر بقايا المعكرونة عن رأسي وكان بطني يؤلمني بشكل كبير ، قررت فيه بعد أن أنهي صلاتي أن أنهي ألم بطني بأن " أبول على نفسي " أنهيت الركعة الأولى بعد أن قرأت سورة العصر وبعد أن تلوت الصبر ركعت وسجدت وأنا جالس مربوط اليدين ومقيد القدمين ومعصوب العينين وأتيت بالركعة الثانية التي تلوت فيها بعد الفاتحة " تبت يدا أبي لهب وتب " وفي الثالثة لم أكن أطيق ألم بطني ووجع خاصرتي وقبل أن أنهي السلام وبالتحديد ما بين السلام على يميني ويساري حتى بلت على نفسي بالتحديد بين السلامين وسالت من عيني دموع غزيرة لم تكن أقل تدفقاً من البول الذي حشر في جسدي من يومين .
عدت لأتماسك وأشد من أزري بعد أن ذهب وجع وألم بطني ولكن لم أفلح لساعات من إيقاف دمع عيني الذي سال، مرت عليّ بتلك الساعات ذكريات وذكريات وتخيلت صوراً وصوراً وسألت نفسي هل بال بلال ابن رباح على نفسه أثناء وأده حياً في شعب أبي طالب.
في اليوم التالي حضر أبو لهب وقال لي " يا عيبو يا عيبو شخ الفار في جيبو" وبدأ يكررها قررت أن أصمت فقد يكون الصمت أبلغ أو بالأحرى الأسلوب الذي يعرضني لأقل أذى، وكزني بقدمه وقال لي : " مو عيب عليك زلمة كبير وابتعملها على حالك " ، لم أجب قال : " بكرة بتروح تقول لجماعتك إنا منعناك من الصلاة والطعام والذهاب للحمام أيضا " ، لم أجب، قال لي : " أنا حلفت طلاق بالثلاثة من مرتي ما ابتنفك قبل ثلاثة أيام قابلة للتجديد " ، وقتها قلت حسبي الله ونعم الوكيل ، وبدأ بالصراخ على الجنود والضباط .. اسمعوا الحمساوي يشتم الذات الإلهية اسمعوا ابن طهران الشيعي ماذا يقول بسب ربي فنزل العساكر وبدأ الجميع يضرب في بصفتي مرتد أشتم الله ، ولم أستطع أن أقول إلاَّ يا جبار يا جبار وأشهد الله أن أحدهم وهو يضرب بي سب ديني وقال لي : " بتسب ربك يا كافر " لم أعلم أأضحك أم أبكي ، بعد أن ذهبوا تذكرت قول الشهيد سيد قطب الذي قال لمن أتى يلقنه الشهادتين قبل إعدامه وتذكرت ما قال قطب رحمه الله مع فارق التشبيه بيني وبين صاحب الظلال قلت "ونفوسنا مهما سما أعداؤنا تبقى كبار" ، بدأت أرفع من معنوياتي وبدأت أنشد لأبي راتب وتذكرت أنشودته ماض وأعرف ما دربي وما هدفي والكثير من النشيد ، مر اليوم بشكل أسرع من سابقيه وجف البول بشكل سريع بعد أن اختلط مع باقي طعام كنت قد استفرغت وجف على ثيابي بسبب حر سجن أريحا الذي كنت متواجداً فيه ، ومع مساء اليوم الثالث تم فك قيودي وتم وضعي بأرضية حمام تفوح منه رائحة القذارة ، شربت بعض الماء ونمت على الأرض المبللة ولم أستيقظ إلا بعد وقت طويل كنت قد فقدت فيه إحساسي بالوقت والزمان ومواعيد الصلاة .
خلال هذه الفترة ضربت بسلك المسجل الذي ما كاد يهوي على ظهري حتى أصرخ بلا وعي وسكب الماء البارد على جسدي ، وشتم صيام والريان ولم تبقى شاردة ولا واردة إلا وقدح بها عرض الزهار ولا أعلم لماذا كان يشتم الشيخ والشيخ وائل الزرد والأسطل والبيتاوي فقد قالوا لي أنهم هم من يصدرون فتاوي القتل والتعذيب في غزة .
بعد كل ما تعرضت له من أساليب لست بصدد الكتابة عنها الآن خرجت من السجن وبقي سؤال واحد يدور في رأسي ، " هل الصلاة التي بلت فيها قبل إنهائها كانت جائزة أم يتوجب عليّ إعادتها " ، سألت زوجتي فقالت : قد تكون هذه الصلاة أكثر صلاة كُتب لك بها أجر فلا تعدها .!
قلت : لا!! أصبحت تصدرين الفتوى مكان الزرد والبيتاوي والأسطل قالت اسألهم وسيجيبون عليك كما أجبتك أنا .!
فقررت السؤال فكان هذا المقال ولا أعلم ماذا سيكون جوابكم سادتنا يا كرام فأفتونا حفظكم الله .
أسير محرر من سجون السلطة