تم الإنتقال إلى مدونة فتح - إسرائيل تابعونا هنالك
http://fatehisrael.wordpress.com/
تم الإنتقال إلى مدونة فتح - إسرائيل تابعونا هنالك
كي لا ننسى
مجزرة و جريمة بشعة يقوم بها الأمن الوقائي في حق عائلة فلسطينية
تفاصيل الجريمة المروّعة التي نفذها عناصر “الأمن الوقائي” في خانيونس بحق امرأة حامل وطفلة ومجاهدين قسّاميين جميعهم من عائلة واحدة ….. وشاهدوا قمة الحقد الصهيوفتحاوى فى صور تعذيب وفقع عين الشهيد وتشويه جسده الطاهر….!!!
بفارغ الصبر، كانت ريم تنتظر وضع مولودها، ولم تكن تعلم أن الأيام تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت، وأن رصاصاً أعمىً سيباغتها في لحظات غير متوقعة ليودي بحياتها وحياة جنينها الذي لم يكن قد رأى النور بعد.
وكما أصاب الرصاص الغادر ريم معمر، فقد أصاب عطية في مقتل، وأصيب ياسر الذي ما زال يرقد في المستشفى بين الحياة والموت وكذلك تسنيم ابنة الثلاثة أعوام التي نجت بأعجوبة بعدما أصابها الرصاص في رأسها ولكنها بقيت الشاهد الحي على الجريمة، وهؤلاء جميعهم من عائلة الغلبان.
عائلة ياسر الغلبان
الجريمة البشعة
بشاعة الجريمة تبدو واضحةً في ملخص الحكاية، لكنها أكثر من ذلك في تفاصيلها، فريم كانت تستقل سيارة شقيق زوجها ياسر الغلبان، وكان يستقل السيارة تسنيم ابنة ياسر، وعطية الغلبان ابن عمّ ياسر، عندما تم إطلاق النار على السيارة من كمين ثابت أمام مقر جهاز الأمن الوقائي في مدينة خانيونس، فاستشهدت ريم، واستشهد عطية وأصيب ياسر بجراح خطيرة جداً جعلته يصارع الموت بينما نجت ابنته تسنيم.. عائلات الشهداء وحركة المقاومة الإسلامية “حماس” وجهوا الاتهام إلى جهاز الأمن الوقائي، وحمّلوه مسؤولية ارتكاب الجريمة.
كمين مسلح ضد العائلة
جلس أمين الغلبان (25عاماً) زوج ريم وشقيق ياسر وابن عم عطية في بيت العزاء يستقبل جموع المعزين، كان الحزن والغضب الشديد باديين على وجهه، فنسيان جريمة بهذه البشاعة أمراً ليس سهلاً، ففي لحظة واحدة فقد زوجته وجنينها وابن عمه عطية (21 عاماً)، وشقيقه ياسر (26 عاماً) يصارع الموت في الوقت الذي ينتظر أبناؤه الثلاثة عودته.
أمين تزوج ريم (21عاماً) بعد خروجه من السجن الذي قضى فيه ثلاث سنوات من عمره، ويقول: ” زوجتي كانت عند والدي ووالدتي في منطقة قيزان النجار، وفي المساء انشغلت فاتصلت بشقيقي ياسر ليقل زوجتي إلى بيتنا في منطقة معن بسيارته وبالفعل حضر ياسر وبرفقته ابن عمي عطية واستقلت ريم وابنة ياسر تسنيم التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات معهم السيارة.
سيارة الشيخ ياسر الغلبان
ويبين أمين أنه أثناء اقتراب ياسر من مقر للأمن الوقائي والشرطة الخاصة أُطلقت رصاصة في الهواء وكانت عبارة عن إشارة لاقتراب ياسر وعندما وصلت السيارة للحاجز الموجود بين مقر الخاصة والوقائي كان مغلقاً على غير عادته وبمجرد أن نادى ياسر بصوته ليفتحوا له الحاجز تم إطلاق النار مباشرة عليه وعلى السيارة من قبل أشخاص ملثمين واقفين أمام مركز الوقائي مباشرة، وذلك في الوقت الذي كان فيه عناصر الوقائي مستنفرين ومتمركزين على كافة أسطح المباني القريبة.
ويشير أمين إلى أنه أصيب جميع من في السيارة، حيث استشهد عطية واستشهدت زوجته ريم وهي تحتضن طفلة ياسر لتحميها من الطلقات في الوقت الذي أصيبت فيه بالرصاص في جميع أنحاء جسدها، كما أصيب الجنين الذي في أحشائها بشظايا هشمت رأسه الغض.
وحسبما يؤكد أمين، فإنه بعدما أصيب شقيقه ياسر قام المسلحون بإطلاق رصاصة مباشرة على رأسه للإجهاز عليه لتخترق هذه الرصاصة جمجمته. ويضيف أمين قائلاً:” الآن يرقد ياسر في العناية المركز في مستشفى الشفاء “.
جريمة القتل لم تنته عند هذا الحد- كما يقول أمين- فبعد أن تم إخراج المصابين من السيارة ونقلهم في سيارات إسعاف إلى المستشفى قام اثنان من الملثمين بحرق السيارة أمام سمع وبصر أفراد الشرطة الخاصة.
فقدت زوجة صالحة
ويتحدث أمين عن زوجته التي فقدها والألم يعتصر قلبه ويقول: “بدون مبالغة لم أعرف امرأة أنبل منها أو أصدق منها ولا أكثر وقارا وحياءً منها، كانت إنسانة ربانية وزوجة مطيعة ويشهد لها الجميع بحسن الخلق ولا يُسمع لها صوت وكانت دائماً تحرضني على التمسك بالدين”.
ويضيف: “أشعر أن قلبي يتمزق لا سيما أنهم قتلوا غدرا ولم يبكني استشهادهم وإصابة شقيقي ياسر، لكن الذي أبكاني أنهم قتلوا غدراً بحقد دفين”.
وطالب أمين وزير الداخلية سعيد صيام أن يستخدم صلاحياته وأن يقوم بحل جهاز الأمن الوقائي الذي ارتكب العديد من الجرائم بأقرب وقت. وقال: “كفى قتلاً للرجال والنساء في كل مكان ونطالب المخلصين والعائلات أن ترفع الشرعية عن هذا الجهاز المجرم”.
أسامة الغلبان (24 عاما) ابن عم عطية وياسر، قال بغضب:” عائلتنا يشهد لها القاصي والداني أنها لم تتعرض أو تتورط في يوم من الأيام بأي فتنة ليأتي اليوم الذي يستهدف فيه أبناء العائلة فيتم قتل رجالنا ونسائنا، ويؤكد أسامة على أنه لابد من معاقبة الفاعلين الذين نفذوا جريمة من أبشع الجرائم.
ياسر الغلبان على سريره في المستشفى
طبيعة الوحوش
وفي بيت العزاء الذي أقامته عائلة معمر لابنتهم ريم كان بادياً الغضب الشديد على أفراد العائلة الذين قتلت ابنتهم بدم بارد كما يقولون.
والد ريم شحادة معمر يوضح أنَّ ابنته التي قتلت وهي في ريعان شبابها، كانت طالبة تدرس في السنة الثالثة شريعة في الجامعة الإسلامية ونشطت في الجمعيات الإسلامية، كما كانت حاملاً في شهرها السادس عندما قتلت”.
ويشير معمر إلى أنه كان جالساً في بيته عند وقعت الجريمة، ويقول: “لقد سمعنا إطلاقاً للنار استمر عدة دقائق تلقينا مكالمة بعدها وعلمنا أن “ريم” هي من تعرضت للقتل هي وشقيق زوجها وابن عمه في جريمة بشعة لم يسبق لها مثيل”.
وعن ردة فعله بعد تلقيه النبأ قال: “أنا رجل مؤمن إيماناً صادقاً بقضاء الله وقدره ولكن القتل بهذه الطريقة ليس من شريعة البشر، إنما من طبيعة الوحوش التي لا يوجد في قلبها رأفة ولا رحمة، إن ما لم يفعله العدو الصهيوني قامت به فئة من أبناء جلدتنا هم بالتحديد أفراد من جهاز الأمن الوقائي”.
معمر لم يقف عند اتهامه للأمن الوقائي بارتكاب الجريمة بل طالب كل ولي أمر ألا يرسل ابنه إلى هذا الجهاز واصفاً إياه بالجهاز المجرم، وطالب القصاص من المجرمين وتقديمهم إلى العدالة.
وما أغضب والد ريم وعائلتها بالإضافة على الجريمة هو تحريف بعض وسائل الإعلام للحادث، ولذلك طالب معمر وسائل الإعلام التي تقلب الحقائق بالاعتذار الكامل عن مثل هذه الجريمة الشنيعة بعدما ثبت حسب تقرير الطبيب الشرعي وحسب شهود العيان أن الجريمة والمجزرة التي ارتكبت بحق هذه الأسرة ثبت عكس ما يقولون.
كفى كذبا وتزويراً
قريب الشهيدة علي معمر عبر عن حنقه على أحد الناطقين باسم “فتح” الذي وصفه بأنه قلب الحقائق وقال:” لقد كذب المزور المدعو توفيق أبو خوصة الناطق باسم حركة فتح أثناء حديثه عن الجريمة على تلفزيون فلسطين، وأضاف: “أمثال توفيق أبو خوصة يكذبون كما يتنفسون، وما عليه إلا أن يقول الحقائق أو أن يتنحى ويترك للضمائر الحية أن تكشف الحقيقة”.
والد ريم ورغم ألمه الكبير بفقدان ابنته إلا أنّه ما زال يشعر بوجود أمل كبير في أن يعود الأمن للمواطن الفلسطيني، وعبر معمر عن دعمه الكامل لأفراد القوة المساندة ودعمه للحكومة ولوزير الداخلية، وقال: نحن نشد على أيادي الذين يسهرون من أجل راحتنا وأمننا ونسأل الله أن يوفقهم.
وطالب معمر الأجهزة الأمنية أن تقوم بدورها وتعاقب الفاعلين الذين ارتكبوا الجريمة، محذراً في الوقت نفسه من أن عدم حدوث ذلك سيدفع عائلته إلى أن تلاحقهم بنفسها وتقتص منهم أينما كانوا.
تفاصيل المجزرة
بعد نحو أسبوع على الحادثة، لم تفارق الصدمة وحالة الذهول الفتى الجريح نضال الغلبان ، الذي يتأمل المحيطين به بطريقة غريبة وكأنه غير مصدق أنه خرج من أحضان الموت بهذه الجراح الطفيفة في رقبته وكتفه.
وأطلق تنهيدة قوية وهو يروي كيف جمعه القدر بابن خالته ليشاهد أسوأ كابوس في حياته، وقال : “كنت برفقة ابن خالتي ياسر الغلبان، في منزله، بمنطقة معن شرق خانيونس،- أنا أدرس لامتحان الثانوية العامة، وهو يدرس لامتحاناته النهائية في الجامعة، عندما نادت عليه زوجته وأخبرته أن يذهب لمنزل والديه في منطقة قيزان النجار لإحضار زوجة شقيقه أمين لمنزلها بعد أن أمضت يوماً في منزل أهل زوجها”.
وصمت لحظات قبل أن يستكمل:” كان الوقت بعد مغرب يوم الأحد 4/6/2006، طلب مني ياسر أن أرافقه، وبالفعل جلست إلى جانبه في السيارة، وانطلقنا، وفي الطريق وجدنا عطية الغلبان وهو صديق ياسر، في أحد المطاعم فناداه ياسر، فصعد معنا السيارة، وانطلقنا باتجاه منطقة قيزان النجار.
وأضاف: “سلكنا الطريق المحاذي لمقري الشرطة الخاصة، والأمن الوقائي في منطقة قيزان النجار، وعبرنا عبر الحاجز المقام بشكل دائم أمام مقر الشرطة، دون مشاكل، ووصلنا إلى منزل العائلة حيث صعدت معنا ريم شحادة الغلبان، وهي زوجة أمين شقيق ياسر، كما صعدت تسنيم، طفلة ياسر ابنة الأعوام الثلاثة، ونزلت أنا وجلست بجوارهم في الكرسي الخلفي بالسيارة فيما جلس عطية بجانب ياسر، وعدنا من الطريق ذاتها، حيث كنا نعتزم العودة بسرعة لنتمكن من أداء صلاة العشاء في المسجد.
أمان وغدر!
وقال نضال: “لم يفكر ياسر أو نحن أن هناك من ينوي الغدر به، فقد مررنا قبل لحظات من الطريق دون مشاكل، وياسر ليس له مشاكل مع أحد، بل عرف بمواقفه وشهامته التي جعلت منه محبوباً من الجميع، ولكن هذا التفكير كان خاطئاً، فرصاص الغدر كان يتربص ليزرع الموت ويسفك الدماء الزكية.
.. وانهال الرصاص!
وبصوت واهن، روى تفاصيل ما جرى لحظة بلحظة: “عدنا من الطريق ذاتها، لاحظنا أن الحاجز الموجود بالقرب من مركز الشرطة الخاصة، يكاد يكون مغلقاً، فتمهل ياسر وأبطأ سرعته، كي يقف ويطلب من الشرطة فتح الطريق، ولكنه بمجرد أن أبطأ السرعة، حتى كان الرصاص ينهال على السيارة بشكل جنوني، من الساحة الأمامية في الجهة الغربية حيث يوجد مقر القوة التنفيذية التابعة لجهاز الأمن الوقائي، قبل أن يصبح إطلاق النار من مسافة قريبة ومن عدة جهات.
دماء وصراخ .. ولا إجابة إلا بالرصاص
وصمت لحظات قبل أن يقول: “لم أكن أعرف ما الذي يجري، احتضنت الطفلة تسنيم، واحتميت أسفل المقعد، استمر إطلاق الرصاص بقوة، ومن مسافة قريبة، تشاهدنا جميعاً، كان الأمر بالنسبة لي نهاية حتمية، وبين الوعي واللاوعي كنت أسمع صراخ “أم أنس”، صرخنا جميعاً، لكن لم يجبنا إلا الرصاص.. فقدت الوعي، ظننت أنني استشهدت، بعد لحظات أفقت على صوت أحد أفراد الشرطة، وهو يصرخ بشكل منفعل.. كنت في حالة صدمة.. طلب مني مساعدته في حمل “أم أنس”.. انتبهت أنها غارقة في دمائها، وأن الطفلة التي كانت في أحضاني سقطت على أرض السيارة والدماء تملأ رأسها وصدرها، وكذا الأمر بالنسبة لياسر الذي كان يجلس أمامي حيث كانت دماؤه تغرق رأسه وفتحة كبيرة في مؤخرة رأسه الذي تناثر جزء منه على كرسي السيارة.
لم أصدق أنني نجوت!
ولم يتمالك نفسه، وترقرقت الدموع في مقلتيه، فأشاح بوجهه ليواري دموعه، قبل أن يستطرد: “كنت أرتجف من الخوف، كان كل من في السيارة غارقين في دمائهم، أنا كنت أنزف من رقبتي ويدي.. ساعدت الشرطي في حمل “أم أنس” حتى وضعها في سيارة الشرطة، ثم غبت عن الوعي ولم أفق إلا في المستشفى، لم أصدق أنني نجوت فقد كان ذلك بمثابة معجزة! حيث تبين أنني والطفلة عملياً الناجيان الوحيدان، فقد استشهد عطية ومعه “أم أنس”، فيما ياسر في حالة غيبوبة تامة بين الحياة والموت.
عندما يملأ الحقد النفوس!
ولم يكتف المجرمون بما ارتكبته أيديهم من إطلاق نار، بل أقدموا وبعد التأكد من الإجهاز على من في السيارة، على حرق السيارة وتدميرها بشكل كامل، في تعبير يعكس حجم الحقد الذي ملأ نفوسهم.
تحقيقات خاصة
مصدر في حركة حماس، قال: إن التحقيقات التي أجرتها أجهزة الحركة أظهرت، أن أفراد فرقة الموت، نصبت كميناً للقائد ياسر، بعد أن رصدته يمر في المكان، حيث توقعت عودته، كونه اعتاد المرور من المكان في طريق ذهابه وإيابه إلى منزل والده في المنطقة، حيث اعتلى أفراد الأمن الوقائي عددا من الأبنية وانتشروا في الساحات وأخذوا مواقعهم، وبمجرد اقتراب السيارة التي كان يقودها ياسر وهي سيارة مميزة، أطلقوا النار نحوها بشكل جنوني ليقتلوا ويصيبوا بكلّ دمٍ بارد جميع من بالسيارة، وكانت النتيجة إصابة “ياسر الغلبان” بعدة أعيرة نارية وشظايا في الرأس والصدر، واحدة منها أطلقت على رأسه من بعد 20 سم فقط، حيث دخلت من عينه وخرجت من مؤخرة رأسه، وهو الآن على سرير العناية المركزة، وإصابة طفلته تسنيم التي لم تكمل ربيعها الثالث، فيما استشهِدتْ زوجة أخيه الحامل، واستشهِد صديقه وابن عمّه عطية إبراهيم الغلبان.
وذكر أنّ المجرمين لم يكتفوا بذلك، بل تقدّم أحدهم وأدخل رشاشه من نافذة السيارة وفرّغ مخزناً كاملاً ولما تم إخراج الشهداء والجرحى لإسعافهم تقدّم أحدهم ليحرق السيارة، وكانت الطفلة “تسنيم” لا زالت بداخلها، ولكن الله قدّر أنْ يُخرِجها أحد المارّة قبل أنْ تلتهمها النيران.
تقرير الطبيب الشرعي
وأظهر تقرير الطبيب الشرعي أن الشهيدة ريم كانت حاملاً بجنين في بطنها عمره ثلاثة وعشرون أسبوعاً، وأنها أصيبت بعيار ناري بجدار الصدر الأيمن وعدة أعيرة في البطن، كما أصيبت بسبعة أعيرة أعلى وأسفل الظهر، ما يشير إلى أنها أصيبت مباشرة وعندما حاولت الانحناء تعرضت لإطلاق النار على ظهرها. أما الشهيد عطية فقد أصيب وفق التقرير الطبي بخمسة أعيرة نارية في الكتف الأيمن، وعيارين أسفل الفخذ الأيسر، وثلاثة أعيرة باليد اليسرى. وذكر التقرير أن الرصاص الذي أصاب كل من عطية وريم هو من النوع الانشطاري المتفجر.
أبواق الكذب
أحد أقارب الشهيدة قال: إن حنقه على ارتكاب المجزرة لم يوازيه إلا الكذب الواضح من قبل أحد الناطقين باسم “فتح” الذي وصفه بأنه قلب الحقائق وقال:” لقد كذب المزور توفيق أبو خوصة أثناء حديثه عن الجريمة على تلفزيون فلسطين، حيث ادعى أن اشتباكات اندلعت في المكان بين القوة التنفيذية والأجهزة الأمنية قتلت خلالها امرأة من المارة، متجاهلاً أن جميع من استشهدوا وأصيبوا كانوا في السيارة الذين توقعوا الأمان، فتعرضوا للغدر، دون أن تنطلق منهم رصاصة واحدة! لأنه لم يكن في حسبانهم أن مجرمين ممكن أن تصل وضاعتهم لحد استهداف النساء الحوامل والأطفال.
مقابلة الإحسان بالإساءة!
ويتداول أقارب ياسر الذي يرقد بين الحياة والموت في مستشفى الشفاء بغزة، كيف قام قبل استشهاده بأيام بالتدخل للعفو والصفح عن مجموعة من أفراد الأمن الوقائي الذين لجؤوا إلى أحد منازل عائلة الغلبان خلال محاولتهم الاعتداء على الشيخ زكي الدرديسي في بني سهيلا، ولكنهم قابلوا إحسانه، بإساءة وإجرام لا يقوم بها إلا اللئام.
جريمة غير مسبوقة!
وأصدرت حركة المقاومة الإسلاميّة “حماس” بياناً يوم الأربعاء (7/6)، استعرضت تفاصيل المجزرة الوحشيّة التي نفّذها مرتزقة ما يُسمّى بـ”الأمن الوقائيّ” الإرهابيّ يوم الأحد الماضي (4/6)، وراح ضحيّتها شهيدان أحدهما من عناصر “كتائب القسّام” الجناح العسكريّ للحركة، والآخر امرأة حامل.
وقال البيان: “نقف معكم هذه الوقفة، وقلوبنا جميعاً يعتصرها الحزن والألم، نقف معكم هذه الوقفة ونفوسنا جميعاً يملؤها الغيظ والغضة، على جريمة هي أمّ الجرائم، وعلى خزيٍ وعار، لطّخ جبين هذا الشعب الصابر الصامد المحاصر من قِبَل فئةٍ مأجورة محسوبة زوراً وبهتاناً على الشعب الفلسطيني.. نضعكم في تفاصيل ما حدث لتعلَموا حجم الإجرام والطغيان الذي وصلت إليه فرقة الموت التي شكّلها جهاز الأمن الوقائي، لتنشر الموت في كلّ شارعٍ وحي وزقاق”.
وقال البيان: “إنّ هذه الجريمة التي لا وصف لها، ولم يرتكبها أحدٌ من قبْل لتدلّل وبكلّ وضوحٍ على طبيعة هؤلاء القوم، وتؤكّد ما كنّا نقوله دائماً: إنّنا أمام عصابات منظمة غُسِلت أدمغتها، وانتزعت قلوبها فعادت ترى نفسها تعيش في غابةٍ لا بين البشر”.
وأكّدت حركة “حماس” أنّ جماهير شعبنا مطالَبةٌ بأنْ تقف وقفة قوة وعزٍّ وإباء، وتمنع هؤلاء المجرمين من مواصلة إجرامهم، وذلك بمحاربتهم، ونبذهم، بسحب أبناء شعبنا من العمل في هذا الجهاز مهما كلّف الأمر. كما أكّدت الحركة أنّها ستحارب هؤلاء القتلة، وستلاحقهم أياً كانت النتيجة، لأنّ استمرارهم في غيّهم وطغيانهم سيؤدّي إلى مزيدٍ من المآسي والأحزان لأبناء شعبنا كله.
جماهير خانيونس تشيِّع الشهيدين
ودعت جماهير خانيونس في موكب حاشد جثماني الشهيدين عطية وريم الغلبان في موكب جنائزي مهيب في محافظة خانيونس وسط هتافات غاضبة تطالب بالانتقام من القتلة.
وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى الأوروبي باتجاه منزلي الشهيدين في منطقة معن بمشاركة الآلاف، حيث ألقى ذووهما نظرة الوداع الأخيرة على جثمانيهما الطاهرين. وكان المشهد مؤلماً في منزل الشهيدة ريم الغلبان التي ودعها زوجها وذووها وودعوا معها التوأمين اللذين كانت تحملهما، إذ أنها كانت حاملاً في الشهر السادس بتوأمين. وارتفعت الأكف إلى السماء تدعوا أن ينتقم المولى من القتلة المجرمين. ومن ثم عاد الآلاف لحمل الجثمانين باتجاه المسجد الكبير وسط المدينة حيث أديت عليهما صلاة الجنازة.
وفي المسجد الكبير ألقى متحدث من عائلة الغلبان كلمة أكد فيها أن عائلتي الشهيدين لن تنتظرا حماس لتثأر لهما، بل سينفذان القصاص بالقتلة إن عاجلاً أم آجلاً. وقال: لن نفرط في دماء شهدائنا، لن نفرط في دماء الحرائر، وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون.
كما ألقى الشيخ سليمان الفرا من قادة حماس كلمة أكد فيها أن الجرائم التي ينفذها جهاز الأمن الوقائي وفرقة الموت التابعة له لا يمكن السكوت عليها، وأنه آن الأوان لمعاقبة القتلة.
وعقب الصلاة انطلق المشيعون بالآلاف يتقدمهم العشرات من المسلحين من أفراد كتائب القسام وأبناء العائلتين وسط هتافات غاضبة تطالب بحل جهاز الأمن الوقائي والانتقام من القتلة، مشددين على أن تكون لملاحقة القتلة ومثيري الفتنة الأولوية في هذه المرحلة.
من جهته طالب الشيخ أحمد نمر في كلمة تأبينية له في المقبرة الواقعة في منطقة معن بإنزال أقسى العقوبات بأولئك القتلة، وذكر بقوله تعالى “إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ” (المائدة:33)
وأوضح الشيخ نمر أن المجرمين استهدفوا ياسر رغم ما عرف عنه من رقة ولين وشفاعة لهؤلاء القتلة، وقال: غفر الله لك وشفاك يا ياسر حتى تعلم الحقيقة كيف هؤلاء خانوك؟ وأنت تحنو عليهم غدروا بك وأنت تشفع لهم، هؤلاء الذين ساروا في درب الشيطان وتولوا مهمة الدفاع عن اليهود ومشروع الاعتراف بالكيان الصهيوني وإعطائه شرعية اغتصاب أرضنا المقدسة.
وشدد على أن هؤلاء الذين تحالفوا مع بني يهود لا عهد لهم ولا ذمة، معتبرين أن استمرار عمليات التطاول على المجاهدين إنما نتيجة الحنو وعدم الرد عليهم بالمثل.
وأضاف قائلاً: في البداية اغتالوا وصفي شهوان ثم سالم قديح، وأجرموا في خانيونس ورفح وغزة، وها هم اليوم يُتوِّجون جرائمهم باستهداف هذه العائلة. وردَّد المشاركون بشكل جماعي:
حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل.
لا تنسى أن تضيفنا لمفضلتك ..
ونرجوا ان تكون قد استفدت وعرفت حقيقة حركة فتح وكذبة نضالها المزعوم ولتسعى لنشر الحقيقة من خلال نشرك للمدونة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق