الذكرى السنوية الأولى لإعدامهما: الشهيدان عبدو والعشي.. شهود غُيبوا قسرا عن الحقيقة
فلسطين الآن – وكالات – رحلت الأجسادٌ تاركةً أرواحاً تعانق الأحياء في ذكراها، ما إن حاول الأحياء نسيانها ذكَرت بها الدُّنا رَحاها، سليمان العشي ومحمد عبدو اسمان قد يكونان قد دونا في السجل السكاني شأنهما شأن أي مواطن في فلسطين، لكنهما ليسا كغيرهما، بعد أن سجلت أسماؤهم على صدر أحبائهم وزملائهم وزينت بهم "صحيفة فلسطين".
فالرصاص قتل الشهيدين وقتل معهم طموحهما الذي انطلق من الصحيفة اليومية الأولى في قطاع غزة، فسليمان ذاك الشاب هادئ الطباع أراد أن يبني مستقبله من هذه الصحيفة، ومحمد الذي طالما انتظر ليزف إلى عروسه بعد أيام.
الزميل سليمان العشي (23 عاما)، كان يعمل محررا اقتصاديا ومسئولا لشؤون العاملين في الصحيفة، تخرج من كلية التجارة "اقتصاد وعلوم سياسية"، ونال المرتبة الأولى على دفعته، وكان يعمل سابقاً على إعداد النشرة الاقتصادية في إذاعة صوت الأقصى المحلية.
أما الزميل محمد عبدو (26عاما) كان يعمل مسؤولاً بقسم التوزيع بالصحيفة، وكان يعد لزفافه الذي لم يتبق لهسوى أسبوعين من تاريخ اغتياله.
فالشهيدان سليمان ومحمد، شابان في مقتبل العمر، عملا بجد من أجل إصدار أول صحيفة يومية من قطاع غزة، إلا أن يد الغدر اختطفتهم ونفذت بحقهم جريمة تعجز الكلمات عن وصفها.
بدأت القصة بعد أن انطلق الشهيدان معاً لتحقيق هدفيهما عبر مسيرتهما الإعلامية في "صحيفة فلسطين" رغم كل الظروف الصعبة التي كانت تعيشها غزة في ذلك الوقت، إلا أن الموت كان أقرب من تحقيق تلك الأهداف، عندما أعدموا على أحد الحواجز التابعة لقوات الرئيس عباس يوم الأحد 13-5-2007.
حيث أقدمت مجموعة ترتدي الملابس الرسمية للأجهزة الأمنية بالقرب من مقر الرئيس عباس غرب مدينة غزة، على ارتكاب جريمة الإعدام بحق الزميلين العشي وعبدو، بعد أن اختطفوا وعذبوا ومن ثم أعدموا بدم بارد بعد أن أطلقت النار عليهما بشكل مباشر وتركا ينزفان حتى فارق العشي الحياة، وأدخل عبدو إلى غرفة العمليات بحالة خطرة ما لبث أن استشهد بعدها.
ويروي الشاب محمد لصحيفة فلسطين" مستذكرا تفاصيل عملية اغتيال الزميلين بعد عام على مرورها، ويقول:" بعد أذان العصر كنت ذاهبا إلى المسجد وعند وصولي إلى منتصف الشارع بجوار مجمع الأجهزة الأمنية أنصار، جاءت سيارة من نوع هنداي لون ذهبي، كان يركبها ثلاثة مسلحين معهم ثلاثة شبان معصوبي الأيدي والأعين وكانت أيدهم خلف ظهورهم، أنزلوهم من السيارة وأوقفوهم على حائط أحد المنازل مقابل برج مشتهى، ومن ثم أوقفوهم على الحائط وبدؤوا بإطلاق النار بغزارة نحوهم".
وأشار إلى أن المسلحين انتظروا بعض الوقت، وتأكدوا أنهم فارقوا الحياة، وغادروا باتجاه بوابة أنصار(مجمع الأجهزة الأمنية سابقا).
وأضاف محمد: "بعدها توجهت الناس إلى المكان وجاءت سيارة لنقلهم إلى المستشفى، وحينها سمعت صراخاً شديداً من قبل أحد المصابين الذي كان ينطق الشهادتين".
ويروي مدير التحرير في صحيفة فلسطين"ياسر البنا" تفاصيل الساعات الأخيرة من حياة الشهيدين، قائلاً:"جاءني سليمان في الصباح الباكر وطلب مني التوقيع على بعض الأوراق، وهي رسائل موجهة إلى بعض المؤسسات الرسمية والأهلية تدعوهم إلى نشر إعلاناتهم وأخبارهم والتعامل معها، وطلب سليمان بعد ذلك سيارة من مكتب تاكسيات واصطحب معه محمد عبدو وانطلقا للعمل".
وتابع قوله:" بعد علمنا بعملية الخطف، قمنا في حينه بإجراء اتصالات مع الكثير من الجهات في محاولة لإطلاق سراحهما، لكن دون جدوى، إلى أن أحضرت الجثث الطاهرة إلى مستشفى الشفاء ورقدت في ثلاجات الموتى بانتظار المشيعين لمثواهم الأخير وملاقاة ربهم".
المصدر: صحيفة فلسطين
فلسطين الآن – وكالات – رحلت الأجسادٌ تاركةً أرواحاً تعانق الأحياء في ذكراها، ما إن حاول الأحياء نسيانها ذكَرت بها الدُّنا رَحاها، سليمان العشي ومحمد عبدو اسمان قد يكونان قد دونا في السجل السكاني شأنهما شأن أي مواطن في فلسطين، لكنهما ليسا كغيرهما، بعد أن سجلت أسماؤهم على صدر أحبائهم وزملائهم وزينت بهم "صحيفة فلسطين".
فالرصاص قتل الشهيدين وقتل معهم طموحهما الذي انطلق من الصحيفة اليومية الأولى في قطاع غزة، فسليمان ذاك الشاب هادئ الطباع أراد أن يبني مستقبله من هذه الصحيفة، ومحمد الذي طالما انتظر ليزف إلى عروسه بعد أيام.
الزميل سليمان العشي (23 عاما)، كان يعمل محررا اقتصاديا ومسئولا لشؤون العاملين في الصحيفة، تخرج من كلية التجارة "اقتصاد وعلوم سياسية"، ونال المرتبة الأولى على دفعته، وكان يعمل سابقاً على إعداد النشرة الاقتصادية في إذاعة صوت الأقصى المحلية.
أما الزميل محمد عبدو (26عاما) كان يعمل مسؤولاً بقسم التوزيع بالصحيفة، وكان يعد لزفافه الذي لم يتبق لهسوى أسبوعين من تاريخ اغتياله.
فالشهيدان سليمان ومحمد، شابان في مقتبل العمر، عملا بجد من أجل إصدار أول صحيفة يومية من قطاع غزة، إلا أن يد الغدر اختطفتهم ونفذت بحقهم جريمة تعجز الكلمات عن وصفها.
بداية القصة
حيث أقدمت مجموعة ترتدي الملابس الرسمية للأجهزة الأمنية بالقرب من مقر الرئيس عباس غرب مدينة غزة، على ارتكاب جريمة الإعدام بحق الزميلين العشي وعبدو، بعد أن اختطفوا وعذبوا ومن ثم أعدموا بدم بارد بعد أن أطلقت النار عليهما بشكل مباشر وتركا ينزفان حتى فارق العشي الحياة، وأدخل عبدو إلى غرفة العمليات بحالة خطرة ما لبث أن استشهد بعدها.
شاهد حي
وأشار إلى أن المسلحين انتظروا بعض الوقت، وتأكدوا أنهم فارقوا الحياة، وغادروا باتجاه بوابة أنصار(مجمع الأجهزة الأمنية سابقا).
وأضاف محمد: "بعدها توجهت الناس إلى المكان وجاءت سيارة لنقلهم إلى المستشفى، وحينها سمعت صراخاً شديداً من قبل أحد المصابين الذي كان ينطق الشهادتين".
الساعات الأخيرة
وتابع قوله:" بعد علمنا بعملية الخطف، قمنا في حينه بإجراء اتصالات مع الكثير من الجهات في محاولة لإطلاق سراحهما، لكن دون جدوى، إلى أن أحضرت الجثث الطاهرة إلى مستشفى الشفاء ورقدت في ثلاجات الموتى بانتظار المشيعين لمثواهم الأخير وملاقاة ربهم".
المصدر: صحيفة فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق